ماذا لو دفعنا ثمن أحلامنا... أمنية واحدة تكفي... مجرد القدرة على الحلم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا لو دفعنا ثمن أحلامنا... أمنية واحدة تكفي... مجرد القدرة على الحلم
يتسع العام الواحد لكل الأمنيات التي نطلقها عن حاجة واقتناع، وتلك التي نعرف أنها مستبعدة التحقق في عام، وتلك التي تمر من الحنجرة من دون أن تكون خارجة من القلب، ونتمناها لمجرد أنها العادة أو تبادل مجاملة.
يتسع العام الواحد لإطلاق كل الأمنيات الممكنة والمستحيلة، كي ينتهي مؤجلا أكثرها، فنحن لا نقتصد في التمني، نطلقها مدراراً، ونود لو يتحقق كل شــــيء في 12 شهراً، وكأننا بالحياة منتهية بعد عام. نتجاهل أن الزمن لا ينتهي، وأن لا شيء لدى الزمن غير الوقت ليصرفه على أمنــــياتنا، يوزعه أقساطاً ما امتد بنا العمر، وقد ينـــتهي عمر بعضنا وتبقى أمنياته معلقة.
ولماذا لا نتمنى كيفما نشاء؟ قليلا، أو كثيراً، أو كل شيء حتى، كل ما يخطر بالبال، وكل ما نظن أنه يستحيل تحقيقه؟ ألا تحمل الحياة مفاجآت تفوق التوقعات والممكنات؟ لنتمنّ إذاً...
لا يزال العالم بخير ما لم تفرض ضرائب على الأمنيات. بالتأكيد لا يزال بخير ما لم يشتغل العلم لاستئصالها من وعينا، ويعيد بيعها لنا بأسعار تخضع لقانون العرض والطلب.
ترى ما هي الأمنيات التي سنستغني عنها في العام الجديد؟ لو أن المتمني شخص مريض سيقصر أمنياته على واحدة، أن يستعيد عافيته، ولو أنه مصاب بداء مزمن، سيكتفي بأن يتمنى أن يمنحه الله الصبر والمال لاقتناء الدواء. لو أن المتمني طالب، سيتخلى عن كل أمنيات الشباب ويتمنى فقط النجاح نهاية السنة، ولو أنه متسول مضطر، سيتمنى أن لا يذله الفقر مجدداً ويمد يده للناس، ولو أنه جندي، سيتمنى ألا تنشب حرب أو يقع عدوان، ولو أنه طبيب، سيتمنى أن يشفي مرضاه.
وماذا لو كنا نشتري أمنياتنا؟ فرضاً أننا نفعل، ونملك القدرة الشرائية لذلك، كم أمنية يستطيع كل منا أن يدفع ثمنها ليبدأ عامه الجديد جديداً حقا بأجندة مشروعات وأحلام محترمة؟ ستعز الأمنيات حتماً، ولن نطلقها كيفما اتفق، ولن نوجهها لأي كان.
لنتصور أننا في سوبر ماركت مختص ببيع الأمنيات. أمنيات عام 2009 لكل الجيوب والمستويات الاجتماعية. إعلانات ضخمة عن تخفيضات مهمة في أسعار الأمنيات. في المدخل، فتيات يوزعن أمنية مميزة على الزوار، هي أكبر هاجس لدى جميع الناس، لإغرائهم حتى ينفقوا بشيء من الاطمئنان على شراء الأمنيات المعروضة في الداخل. هي أمنية ذات شقين: أن تتوقف تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية في 31 كانون الاول (ديسمبر) 2008.
بالطبع الأمنيات التي في متناول الجميع هي أمنيات سياسية، وهي غير قابلة للتحقيق، لأنها تخضع لموازين القوى العالمية ومنطق المصالح بين الدول. ركن التخفيضات هذا يضم أمنيات كثيرة. على رأسها وفي عرض خاص: أن يتوحد الصف العربي، ويهزم العدو الإسرائيلي وتسقط أميركا ويعم السلام منطقة الشرق الأوسط. في حال شراء هذه المجموعة كاملة تربح أمنية بالمجان، وتختارها بين ثلاثة: 1- أن يستعيد المسلمون الأندلس 2- أن يقيم العالم العربي اتحاداً سياسياً واقتصادياً على شاكلة الاتحاد الأوروبي 3- أن يسود السلام والرفاه في العالم.
أغلى الأمنيات امتلاك حذاء «إكس إكس زيد»، وهو عبارة عن حذاء جو- جو يفوق قدرات حذاء الزيدي، مضاد لقانون الجاذبية، ويسمح لصاحبه بالسير في الهواء، وتوجيهه نحو الأهداف من دون عراقيل. سنقرأ على العلبة تعليمات مشددة في الاستخدام:
يباع شرط الإدلاء بالهوية وسجل السوابق، وعند التسليم يوقع المشتري تعهداً بعدم إطلاقه في وجوه مخاطبيه. يمنع ارتداؤه في الأماكن المغلقة والعمومية، ويستخدم حصراً في الغابات والأمكنة المهجورة للدفاع عن النفس فقط. ويمنع بيعه للصحافيين. وأي صحافي يقبض عليه منتعلا هذا النوع من الأحذية، يسحب منه فوراً ترخيص مزاولة المهنة مدى العمر، ويحال البائع على القضاء للمحاكمة بتهمة خرق القانون وتهديد الأمن العام.
لو أن الأمنيات تشترى، لفكرنا كثيراً وطويلا قبل أن نحدد أمنياتنا الشخصية والعامة. وإذا اقتضى الأمر، سنستغني عن الأمنيات العامة. ليس أنانية، كلا، وإنما عملاً بالقول المأثور «كل واحد يقوم بعمله، وستكون الأبقار بخير». بالطبع، الأغنياء خارج هذه المحنة التي لن تكون سوى محنة الفقراء ومتوسطي الحال لدى حلول العام الجديد.
ربما أن أمنية وحيدة تكفي: أن نظل قادرين على التمني والحلم في كل عام جديد.
يتسع العام الواحد لإطلاق كل الأمنيات الممكنة والمستحيلة، كي ينتهي مؤجلا أكثرها، فنحن لا نقتصد في التمني، نطلقها مدراراً، ونود لو يتحقق كل شــــيء في 12 شهراً، وكأننا بالحياة منتهية بعد عام. نتجاهل أن الزمن لا ينتهي، وأن لا شيء لدى الزمن غير الوقت ليصرفه على أمنــــياتنا، يوزعه أقساطاً ما امتد بنا العمر، وقد ينـــتهي عمر بعضنا وتبقى أمنياته معلقة.
ولماذا لا نتمنى كيفما نشاء؟ قليلا، أو كثيراً، أو كل شيء حتى، كل ما يخطر بالبال، وكل ما نظن أنه يستحيل تحقيقه؟ ألا تحمل الحياة مفاجآت تفوق التوقعات والممكنات؟ لنتمنّ إذاً...
لا يزال العالم بخير ما لم تفرض ضرائب على الأمنيات. بالتأكيد لا يزال بخير ما لم يشتغل العلم لاستئصالها من وعينا، ويعيد بيعها لنا بأسعار تخضع لقانون العرض والطلب.
ترى ما هي الأمنيات التي سنستغني عنها في العام الجديد؟ لو أن المتمني شخص مريض سيقصر أمنياته على واحدة، أن يستعيد عافيته، ولو أنه مصاب بداء مزمن، سيكتفي بأن يتمنى أن يمنحه الله الصبر والمال لاقتناء الدواء. لو أن المتمني طالب، سيتخلى عن كل أمنيات الشباب ويتمنى فقط النجاح نهاية السنة، ولو أنه متسول مضطر، سيتمنى أن لا يذله الفقر مجدداً ويمد يده للناس، ولو أنه جندي، سيتمنى ألا تنشب حرب أو يقع عدوان، ولو أنه طبيب، سيتمنى أن يشفي مرضاه.
وماذا لو كنا نشتري أمنياتنا؟ فرضاً أننا نفعل، ونملك القدرة الشرائية لذلك، كم أمنية يستطيع كل منا أن يدفع ثمنها ليبدأ عامه الجديد جديداً حقا بأجندة مشروعات وأحلام محترمة؟ ستعز الأمنيات حتماً، ولن نطلقها كيفما اتفق، ولن نوجهها لأي كان.
لنتصور أننا في سوبر ماركت مختص ببيع الأمنيات. أمنيات عام 2009 لكل الجيوب والمستويات الاجتماعية. إعلانات ضخمة عن تخفيضات مهمة في أسعار الأمنيات. في المدخل، فتيات يوزعن أمنية مميزة على الزوار، هي أكبر هاجس لدى جميع الناس، لإغرائهم حتى ينفقوا بشيء من الاطمئنان على شراء الأمنيات المعروضة في الداخل. هي أمنية ذات شقين: أن تتوقف تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية في 31 كانون الاول (ديسمبر) 2008.
بالطبع الأمنيات التي في متناول الجميع هي أمنيات سياسية، وهي غير قابلة للتحقيق، لأنها تخضع لموازين القوى العالمية ومنطق المصالح بين الدول. ركن التخفيضات هذا يضم أمنيات كثيرة. على رأسها وفي عرض خاص: أن يتوحد الصف العربي، ويهزم العدو الإسرائيلي وتسقط أميركا ويعم السلام منطقة الشرق الأوسط. في حال شراء هذه المجموعة كاملة تربح أمنية بالمجان، وتختارها بين ثلاثة: 1- أن يستعيد المسلمون الأندلس 2- أن يقيم العالم العربي اتحاداً سياسياً واقتصادياً على شاكلة الاتحاد الأوروبي 3- أن يسود السلام والرفاه في العالم.
أغلى الأمنيات امتلاك حذاء «إكس إكس زيد»، وهو عبارة عن حذاء جو- جو يفوق قدرات حذاء الزيدي، مضاد لقانون الجاذبية، ويسمح لصاحبه بالسير في الهواء، وتوجيهه نحو الأهداف من دون عراقيل. سنقرأ على العلبة تعليمات مشددة في الاستخدام:
يباع شرط الإدلاء بالهوية وسجل السوابق، وعند التسليم يوقع المشتري تعهداً بعدم إطلاقه في وجوه مخاطبيه. يمنع ارتداؤه في الأماكن المغلقة والعمومية، ويستخدم حصراً في الغابات والأمكنة المهجورة للدفاع عن النفس فقط. ويمنع بيعه للصحافيين. وأي صحافي يقبض عليه منتعلا هذا النوع من الأحذية، يسحب منه فوراً ترخيص مزاولة المهنة مدى العمر، ويحال البائع على القضاء للمحاكمة بتهمة خرق القانون وتهديد الأمن العام.
لو أن الأمنيات تشترى، لفكرنا كثيراً وطويلا قبل أن نحدد أمنياتنا الشخصية والعامة. وإذا اقتضى الأمر، سنستغني عن الأمنيات العامة. ليس أنانية، كلا، وإنما عملاً بالقول المأثور «كل واحد يقوم بعمله، وستكون الأبقار بخير». بالطبع، الأغنياء خارج هذه المحنة التي لن تكون سوى محنة الفقراء ومتوسطي الحال لدى حلول العام الجديد.
ربما أن أمنية وحيدة تكفي: أن نظل قادرين على التمني والحلم في كل عام جديد.
younes tahiri- عدد الرسائل : 13
تاريخ التسجيل : 08/01/2009
الحلم هبة من الله
إن الحلم سواء كان في النوم أو في اليقظة هبة من الله سبحانه و تعالى وهبها لنا ،
نلجأ إليها كلما ضاقت أنفسنا و سطعصى علينا تحقيق مبتغانى في أرض الواقع
هنالك مثل نتداوله كثيرا... لو أن الفقير لا يحلم، لمات
شكرا على مساهماتك المثمرة...مزيدا من التألق المثابرة
مواضيع مماثلة
» التلفزيون يحدد ألوان أحلامنا ....
» ماذا تعلمت***********
» سجدة واحدة
» الرؤساء الأميركيون وجوه متعددة لعملة واحدة
» نحن في منتدانا الغالي عائلة واحدة يجمعنا الاحترام وعلينا ان نلتزم بخطنا هدا
» ماذا تعلمت***********
» سجدة واحدة
» الرؤساء الأميركيون وجوه متعددة لعملة واحدة
» نحن في منتدانا الغالي عائلة واحدة يجمعنا الاحترام وعلينا ان نلتزم بخطنا هدا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى