rif-voice
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية.

اذهب الى الأسفل

الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية. Empty الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية.

مُساهمة  maryana السبت مايو 23, 2009 12:31 pm

(1) وحدة وحدة ترابية متواصلة جغرافيا، إذ يتوزعون على عدة دول في المغرب ومنطقة الساحل الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى، وقد ظوا منذ القدم في تواصل مستمر مع ثقافات عدة أخرى.

ولو أخذنا مثلا لذلك المغرب العربي حيث يتركز الجزء الأكبر منهم، فإن التزاوج بين السكان الأصليين والوافدين العرب بلغ من العمق درجة تجعل التمييز بين ما هو "ثقافة أصيلة" وما هو ناتج عن التأثير العربي أمرا عسيرا.

وحسب أطروحة شائعة فإن تجليات الثقافة-الشمال أفريقية الأصيلة تختلف حدة باختلاف درجة التواصل البشري والاقتصادي مع السكان الناطقين باللغة العربية.

ومن هذا المنطلق يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار الثقافة التارقية (الطوارق، أقصى جنوب الجزائر وليبيا وشمال مالي والنيجر) مثالا عن "ثقافة أمازيغية نموذجية" أفلتت من فلك الانصهار مع الثقافة العربية.

بيد أن الواقع كثيرا ما يناقض هذه الأطروحة، صحيح أن الطوارق أقل اتصالا بالسكان العرب من أمازيغ الأطلس المغربي مثلا، لكن نمط عيشهم البدوي شديد الشبه بنمط عيش البدو العرب، بل دفع الشبه بين عادات البدو الأمازيغ والبدو العرب بالكثير من المؤرخين القدامى إلى الجزم خطأ بأن جزءا من الأمازيغ ذوو أصول عربية يمنية.

إن الطوارق، وإن كانوا أقل احتكاكا بالعرب من أمازيغ الشمال، في تواصل دائم منذ آلاف السنين مع شعوب أفريقيا السوداء، وتأثروا بها على مستوى الثقافة والعادات وحتى اللغة.

كما أن مثال بني مزاب (وسط الصحراء الجزائرية) وجزيرة جربة (تونس) يطعن هو الآخر في صحة هذه النظرية، فالاحتكاك مع السكان الناطقين باللغة العربية (خاصة من خلال الإقامة الدائمة في مدن ناطقة بالعربية) لا يمنع من كون بني مزاب وسكان جربة مجموعتين منغلقتين على نفسهما نسبيا من الناحية الثقافية. والحقيقة هي أن العامل


(2).

الثقافة الأمازيغية ثقافة شفهية أساسا

إن كل هذه التحفظات على فكرة وجود ثقافة أمازيغية موحدة لا تتعارض مع فكرة وجود قواسم ثقافية مشتركة بين المجموعات البشرية الناطقة بالأمازيغية، صحيح أن بعض هذه القواسم موجود حتى في الثقافة العربية المغاربية لكن منشأها الأمازيغي أمر لم يعد يقبل الجدل.

وتتجلى الجذور الأمازيغية للثقافة العربية الشمال-أفريقية في ميادين عدة كالموسيقى والرقص والحكايات الشعبية وفن الزخرفة والصناعات الحرفية. كما تتجلى طبعا في اللهجات العربية المغاربية. يقول عالم اللسانيات الجزائري فضيل شريقان "إذا كانت عربية شمال أفريقيا قد استعارت جزءا كبيرا من مفرداتها من العربية الفصحى, فإن بنيتها النحوية والصوتية تعود بأصولها إلى تمازيغيت"(3).

وبحكم كون الثقافة الأمازيغية ظلت لقرون طويلة ثقافة شفهية في المقام الأول (5).

أما على مستوى العادات والتقاليد الثقافية فتتجلى هذه الثقافة في فن طبخ تقليدي وطقوس اجتماعية عديدة (حفلات الزفاف... إلخ) وأعياد زراعية (6) يحتفل بها إلى يومنا هذا وأشهرها عيد "يناير" (12 يناير/ كانون الأول) أو رأس السنة الأمازيغي المشترك بين كل الناطقين بالأمازيغية.

وقد حافظ العديد من الضروب الشعرية الأمازيغية على وجوده حتى يومنا هذا. ومن بعض هذه الضروب الشعرية النوع الغزلي المسمى "إيزلي" (7) و"الأهليل" وهو قصيدة دينية ابتهالية معروفة في مناطق كثيرة ناطقة باللغة الأمازيغية (الجزائر، جنوب المغرب.. إلخ). كما يعرف الشعر الأمازيغي أنواعا أخرى كالقصائد الملحمية والسياسية والفلسفية.

ومن الواضح تغلب الصبغة الشفهية عليه، لذا فهو أساسا شعر إنشادي أو غنائي، وكما يؤكد ذلك الباحث الجزائري يوسف نسيب في كتابه "مدخل إلى الشعر القبائلي"، فإن هذه النتاجات الشعرية الأمازيغية قلما تكون فردية بل هي في الغالب "ظاهرة لا يمكن فصلها عن الثقافة الجماعية ويجب أن تدرس في إطار صلتها بحياة الجماعة"(Cool.

الرقص والموسيقى وفن الزخرفة

تمثل الرقصات الأمازيغية القديمة تشكيلة بالغة الغنى، ومن بين هذه الرقصات المعروفة في المغرب "تيسيت" التي يؤديها اثنان أو ثلاثة راقصين، و"أحويش" وهي رقصة جماعية(9)، إلخ . أما بالجزائر فإن رقصة "الترحاب" ما زالت تمارس في الاحتفالات العائلية أو القروية في الأوراس والمناطق المحاذية له، مثلها مثل الرقصة التقليدية النسائية القبائلية.

كما أن أحد العناصر التي تكون الهوية الأمازيغية حاليا موسيقى ذات أصول قديمة تمتزج فيها تأثيرات متنوعة (عربية ومتوسطية وزنجية). وقد نالت هده الموسيقى شهرة عالمية بفضل الجرأة الخلاقة لمغن مثل إيدير، وكذا تواد جاليات أمازيغية معتبرة بأوربا وأميركا.

وتتطور هذه الموسيقى وتتعصرن جنبا إلى جنب مع "أغنية ملتزمة" يمثلها في الجزائر مغنون مثل معطوب الوناس وفرحات مهني وفرق موسيقية أسماؤها في حد ذاتها تلمح إلى تعلقها بالدفاع عن ثقافتها "المهددة بالزوال" (فرقة إيمازيغن وفرقة "إيزوران" – الجذور- مثلا), وقد تطورت هذه الأغنية الملتزمة أساسا مع ظهور الحركة المطالبة باسترداد الهوية الأمازيغية في سنوات السبعينيات والثمانينيات.

وإضافة إلى الشعر والرقص والموسيقى احتفظت الثقافة الأمازيغية بفن زخرفي موغل في القدم, و"يتجلى هذا الفن الزخرفي العريق في نسيج الزرابي وصناعة الخزف حيث يتخذ شكل رسوم هندسية تستعمل في أغلب الأحيان حروف أبجدية التيفيناغ"(10). كما أن الصناعات الحرفية من ذهب وفضة وغيرهما عنصر آخر لا يمكن تجاهله من عناصر هذه الثقافة بل وهي أحد الوسائط التي بدأت تعرف بها على المستوى العالمي.
ويقدر الباحث الجزائري سالم شاكر في كتابه "نصوص في اللسانيات البربرية" نسبة الكلمات العربية في اللهجات الأمازيغية كما يلي:

38% بالنسبة للقبائلية بالجزائر.
و25% بالنسبة للشلحية بالمغرب.
و5% بالنسبة للتارقية.

لكن علماء اللسانيات إذ يتكلمون عن تأثير العربية على لغات الشمال الأفريقي الأصيلة لا يغفلون كون العربية في هذه المنطقة استعارت هي الأخرى من الأمازيغية جزءا كبيرا من بنياتها اللغوية.

إن المنشأ البربري للهجات العربية الشمال-أفريقية هو التفسير العلمي الوحيد لما يسمى "اللكنة المغاربية" و"لن يكون من المجازفة الجزم بأن أغلب اللهجات في المغرب يتضمن بين 20% و25% من الألفاظ البربرية المحرفة زيادة أو نقصانا" لا تتعدى الأمازيغية بتونس وليبيا كونها أداة تواصل يومي آيلة للزوال ما لم يسارع بإنقاذها
maryana
maryana

ذكر عدد الرسائل : 315
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 01/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى