هــــــــل السعــــادة اختيـــــــار أم حظـــــــاً؟!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هــــــــل السعــــادة اختيـــــــار أم حظـــــــاً؟!
هل السعادة اختيار أم حظّاً؟!
قرأت قبل مدة في هذا المنتدى رأياً خاصاً عن السعادة (ربما كانت مما كتبه المشرف على المنتدى ، الذاكرة هنا تخونني) وكيف تتحقق فأحببت أن أضع بين أيديكم رأيي، على أمل أن تشاركوني الرأي، وتبدون ملاحظاتكم التي بها أجد السعادة والسرور، لأنهل من معين معرفتكم وأزدان بفيض إحساسكم ، فيكون ذلك معيناً لي ولكم في حياتنا.
قلة من الناس حتى في أرقى دول العالم وفي أوساط المثقفين، تعرف وتمارس الفرق بين العيش والحياة، والذين يعرفون الحياة بمعانيها ومدلولاتها، ويحبونها بمتعة بغض النظر عن وضعهم المادي أو الاجتماعي المتعارف عليه هم القلة التي تعرف السعادة.
فغالباً ما نعلَق في فخ العيش وننسى الحياة بينما الحقيقة تدلنا أن السعادة في كل شيء حولنا إن عرفنا كيف نتفحص الأشياء، وكيف نفهم ما يدور حولنا، تسأل صديقاً أو قريباً عن أحواله فتتلقى أحد جوابين: إن الشكوى والتذمر مباشرة وبعبارة واضحة، أو كلمات حزينة تحمل في طياتها اليأس والاستسلام .
كل ذلك ، ليس له أية علاقة بالمواعظ أو الخطب (خاصة منها الدينية) بل من حقائق الحياة، ونحن غالباً ما نرى الزهرة الجميلة في حديقة الجيران، وفي حديقة منزلنا لا نرى إلا الأشواك أو الجفاف، ودائماً نرى حظ (الشخص الآخر ) أفضل من حظنا، "في أعماق الكثيرين ميل لرؤية الكوب الفارغ ".
كثيراً ما نسمع من يقول: إنّ فلاناً محظوظ وماذا أفعل بحظي المنحوس..؟! إلى آخر العبارات التي تدل على اليأس والاستسلام دون أن يفكر واحدنا في حقيقة السعادة، وماذا نعني بكلمة السعادة، وما مدلولاتها؟، هل هي صفة عمومية أم هي خاصية فردية تختص بأفراد على وجه الخصوص دون غيرهم، بمعنى أن كل إنسان يفهمها ويمارسها ويسعى إليها كما يراها وليس كما هي؟.
الخطوة الأولى والأساسية في سعينا إلى السعادة تكون في أن نفهم الإنسان نفسه، أن يكتشف نفسه على الأصح، ولكن المشكلة تكمن في أن معظمنا لا يجد متسعاً من الوقت ليبذل بعض الجهد من أجل أن يكتشف ويعرف حقيقة نفسه، هناك من يحب نفسه وهناك من يكره نفسه بل تراه يشعر بالانفصال عنها، وفرق بين تصور هذا وذاك للسعادة ومعناها!!.
لو طرد المرء من عمله، فلن يكون ذلك النهاية للعالم، لو انفصل الشريك عن شريكه لن تتوقف الحياة، ولو مات عزيز عليه فتلك سنة الله في الخلق، كلنا نموت والفرق أن هذا يموت قبل ذلك وذلك يموت في سن متأخرة، غالبتنا ـ إن لم نقل كلنا ـ لا نجد متسعاً من الوقت للبحث في أعماق الذات ليعرف كل واحد حقيقته وإن كان بالفعل يحب نفسه أو يكره نفسه .
في طفولتنا نشعر بالفرح والدهشة إذ إننا نكتشف العالم من حولنا، وكلما تقدمت بنا السن تقل الدهشة لدينا، حتى إذا بلغنا سن الكهولة أو الشيخوخة يكون ذلك الوهج قد انطفأ أو يكاد (وهذا الكلام الأخير أكدته التجارب العلمية والعملية، إذ كثيراً ما نسمع من يقول: مار على راسي شي كثير منه ... الخ )، لا يعود هناك ما يثير الدهشة فينا.
في سن الشباب يستيقظ واحدنا ليواجه يوماً جديداً وتجربة جديدة وفي مخيلته توقعات كثيرة .
ومع اقترابنا من الشيخوخة تصبح الأيام متشابهة ولا تثير فينا شعلة الحياة (كلنا نتناول الطعام ونعتبره وقود البقاء على قيد الحياة).
حين نتحرر من رتابة العيش ونبحث عن السعادة، نبدأ بكشف ما جعلته رتابة العيش في نطاق بعيد عن المتعة..
لم لا نفتح عيوننا على الطرقات لنرى الأزهار؟!.
كم نسبة الذين يلحظون جمال الأشجار على الطريق، وكم نسبة الأشخاص الذين يفرحون حقاً حين التعرف على زميل أو رفيق أو صديق أو جار أو أي إنسان؟!.
ثم كم نسبة الذين يستعيدون في أذهانهم صور لحظات سعيدة مضت في حياتهم كلما واجهتهم المصاعب، بدل البكاء والندب والاستغراق في لوم الحظ التعيس أو لوم الآخرين؟!.
صحيح أن هناك ما نسميه "الحظ" ولكن هذا "الحظ" لا يكون إلا لمن يعرف نفسه، أو لمن يريد أن يحيا وليس فقط أن يعيش، وهذا "الحظ" لا يكون إلا لمن يعرف ماذا يريد وما هو هدفه في الحياة، لمن يعرف ما هو واجب عليه وما هو حق له، وتظل المشكلة في أن يعرف الإنسان نفسه ويفتح عينيه على النواحي الايجابية في حياته، ليكتشف أن الإغراق في التشاؤم يجلب المزيد من تعاسة "الحظ " وبالتالي التعاسة في الحياة، والتعاسة اختيار أيضاً وليست قدراً لا مفر منه، وأخيراً نقول: إن السعادة هي ابتسامة لموقف ما، فأنا من يصنع السعادة لنفسي ولغيري، وكما قالوا: "أصدق الحزن ابتسامة في عين دامعة.
قرأت قبل مدة في هذا المنتدى رأياً خاصاً عن السعادة (ربما كانت مما كتبه المشرف على المنتدى ، الذاكرة هنا تخونني) وكيف تتحقق فأحببت أن أضع بين أيديكم رأيي، على أمل أن تشاركوني الرأي، وتبدون ملاحظاتكم التي بها أجد السعادة والسرور، لأنهل من معين معرفتكم وأزدان بفيض إحساسكم ، فيكون ذلك معيناً لي ولكم في حياتنا.
قلة من الناس حتى في أرقى دول العالم وفي أوساط المثقفين، تعرف وتمارس الفرق بين العيش والحياة، والذين يعرفون الحياة بمعانيها ومدلولاتها، ويحبونها بمتعة بغض النظر عن وضعهم المادي أو الاجتماعي المتعارف عليه هم القلة التي تعرف السعادة.
فغالباً ما نعلَق في فخ العيش وننسى الحياة بينما الحقيقة تدلنا أن السعادة في كل شيء حولنا إن عرفنا كيف نتفحص الأشياء، وكيف نفهم ما يدور حولنا، تسأل صديقاً أو قريباً عن أحواله فتتلقى أحد جوابين: إن الشكوى والتذمر مباشرة وبعبارة واضحة، أو كلمات حزينة تحمل في طياتها اليأس والاستسلام .
كل ذلك ، ليس له أية علاقة بالمواعظ أو الخطب (خاصة منها الدينية) بل من حقائق الحياة، ونحن غالباً ما نرى الزهرة الجميلة في حديقة الجيران، وفي حديقة منزلنا لا نرى إلا الأشواك أو الجفاف، ودائماً نرى حظ (الشخص الآخر ) أفضل من حظنا، "في أعماق الكثيرين ميل لرؤية الكوب الفارغ ".
كثيراً ما نسمع من يقول: إنّ فلاناً محظوظ وماذا أفعل بحظي المنحوس..؟! إلى آخر العبارات التي تدل على اليأس والاستسلام دون أن يفكر واحدنا في حقيقة السعادة، وماذا نعني بكلمة السعادة، وما مدلولاتها؟، هل هي صفة عمومية أم هي خاصية فردية تختص بأفراد على وجه الخصوص دون غيرهم، بمعنى أن كل إنسان يفهمها ويمارسها ويسعى إليها كما يراها وليس كما هي؟.
الخطوة الأولى والأساسية في سعينا إلى السعادة تكون في أن نفهم الإنسان نفسه، أن يكتشف نفسه على الأصح، ولكن المشكلة تكمن في أن معظمنا لا يجد متسعاً من الوقت ليبذل بعض الجهد من أجل أن يكتشف ويعرف حقيقة نفسه، هناك من يحب نفسه وهناك من يكره نفسه بل تراه يشعر بالانفصال عنها، وفرق بين تصور هذا وذاك للسعادة ومعناها!!.
لو طرد المرء من عمله، فلن يكون ذلك النهاية للعالم، لو انفصل الشريك عن شريكه لن تتوقف الحياة، ولو مات عزيز عليه فتلك سنة الله في الخلق، كلنا نموت والفرق أن هذا يموت قبل ذلك وذلك يموت في سن متأخرة، غالبتنا ـ إن لم نقل كلنا ـ لا نجد متسعاً من الوقت للبحث في أعماق الذات ليعرف كل واحد حقيقته وإن كان بالفعل يحب نفسه أو يكره نفسه .
في طفولتنا نشعر بالفرح والدهشة إذ إننا نكتشف العالم من حولنا، وكلما تقدمت بنا السن تقل الدهشة لدينا، حتى إذا بلغنا سن الكهولة أو الشيخوخة يكون ذلك الوهج قد انطفأ أو يكاد (وهذا الكلام الأخير أكدته التجارب العلمية والعملية، إذ كثيراً ما نسمع من يقول: مار على راسي شي كثير منه ... الخ )، لا يعود هناك ما يثير الدهشة فينا.
في سن الشباب يستيقظ واحدنا ليواجه يوماً جديداً وتجربة جديدة وفي مخيلته توقعات كثيرة .
ومع اقترابنا من الشيخوخة تصبح الأيام متشابهة ولا تثير فينا شعلة الحياة (كلنا نتناول الطعام ونعتبره وقود البقاء على قيد الحياة).
حين نتحرر من رتابة العيش ونبحث عن السعادة، نبدأ بكشف ما جعلته رتابة العيش في نطاق بعيد عن المتعة..
لم لا نفتح عيوننا على الطرقات لنرى الأزهار؟!.
كم نسبة الذين يلحظون جمال الأشجار على الطريق، وكم نسبة الأشخاص الذين يفرحون حقاً حين التعرف على زميل أو رفيق أو صديق أو جار أو أي إنسان؟!.
ثم كم نسبة الذين يستعيدون في أذهانهم صور لحظات سعيدة مضت في حياتهم كلما واجهتهم المصاعب، بدل البكاء والندب والاستغراق في لوم الحظ التعيس أو لوم الآخرين؟!.
صحيح أن هناك ما نسميه "الحظ" ولكن هذا "الحظ" لا يكون إلا لمن يعرف نفسه، أو لمن يريد أن يحيا وليس فقط أن يعيش، وهذا "الحظ" لا يكون إلا لمن يعرف ماذا يريد وما هو هدفه في الحياة، لمن يعرف ما هو واجب عليه وما هو حق له، وتظل المشكلة في أن يعرف الإنسان نفسه ويفتح عينيه على النواحي الايجابية في حياته، ليكتشف أن الإغراق في التشاؤم يجلب المزيد من تعاسة "الحظ " وبالتالي التعاسة في الحياة، والتعاسة اختيار أيضاً وليست قدراً لا مفر منه، وأخيراً نقول: إن السعادة هي ابتسامة لموقف ما، فأنا من يصنع السعادة لنفسي ولغيري، وكما قالوا: "أصدق الحزن ابتسامة في عين دامعة.
hafsa- عدد الرسائل : 95
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 04/02/2009
رد: هــــــــل السعــــادة اختيـــــــار أم حظـــــــاً؟!
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها .
لكن السعادة ليست هدافً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، إن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، ألا تكون مخلصاً ،وتنهمك
-عبثاً – في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، أن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، أن تحيا على هامش حياة الأخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .
إنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها ، حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها ، ولا معنى لها ، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده من قرب وبدقة .
إنه لمن المفترض –ضمناً- أن حياتك قد خلقت كي تكون لك .
شكرا عزيزتي على الموضوع.
لكن السعادة ليست هدافً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، إن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، ألا تكون مخلصاً ،وتنهمك
-عبثاً – في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، أن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، أن تحيا على هامش حياة الأخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .
إنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها ، حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها ، ولا معنى لها ، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده من قرب وبدقة .
إنه لمن المفترض –ضمناً- أن حياتك قد خلقت كي تكون لك .
شكرا عزيزتي على الموضوع.
maryana- عدد الرسائل : 315
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى