هيكل وسموم الفضاء....
صفحة 1 من اصل 1
هيكل وسموم الفضاء....
مضى على السيد محمد حسنين هيكل قرابة نصف قرن في ميدان الصحافة والتأليف السياسيين. حيث اكتسب شهرته من مصدرين:
أولهما: قدرته واسلوبه المحبوك من جهة وعدم حزبيته من جهة ثانية،
وثانيهما: التصاقه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو ما جند له تعاطف الشارع العربي ولا سيما القراء البسطاء.
كان هيكل مع عبد الناصر، لكنه لم يكن ناصرياً. ومن هنا كان هيكل مع السياسة الناصرية ولم يكن اشتراكيا حتى بدرجة اشتراكية عبد الناصر. ومن هنا عدم حزبيته بمعنى الالتزام او الانحياز لصالح موقف عقائدي محدد وبشكل حاسم.
يقول الكثيرون من العرب ان أصول العمل الصحفي عدم انحياز الصحفي وأن هذه هي المدرسة الصحفية الاساسية. ولكن هذا قول هروبي يُجانب الحقيقة. فإذا كانت الصحافة العصرية قد نبتت في الغرب وتعلمنا نحن في العالم الثالث الصحافة من هناك، وهذا صحيح، فالصحافة هناك منحازة لانظمتها وشعوبها والاهم من كل هذا مؤيدة لنهب واحتلال بلداننا. ولعل أوضح الشواهد التهام الصحافة العربية للمقالات الضحلة، ولكن الوقحة، ل توماس فريدمان عن العرب وضد العرب وهي مصدر شهرته.
كتابات هيكل كثيرة واليوم مسلسلات الفضائيات في أحاديثه الشفوية كثيرة. ولا يمكن معالجة كل هذا في عجالة كهذه. لكن ما نود مناقشته مسألة مفتاحية تسمح لنا بوضع الرجل في مكانه الصحيح، وهذا المكان في جانب الحكام وليس الشعب العربي.
في حديث قبل بضعة أيام لقناة الجزيرة وبمشاركة اربعة أشخاص قال هيكل بخصوص العراق، وبطريقته حاول ان يكون لبقاً وكي لا يسمح لأحد بالتقاط هفوته الخطيرة: بأنه فيما يخص العراق يوافق على موقف آية الله علي السيستاني الذي يعتبر الحكومة العراقية المؤقتة امراً قائماً بمعنى الفتوى بالتعاطي معها. وبالطبع اكد موقفه بأنه ضد الاحتلال الاميركي للعراق.
والحقيقة ان هذا الحديث من جانب هيكل يلخص لنا تاريخ هذا الصحفي الكبير في انحيازه بالفطرة والعشق لمن هم في سدة الحكم. كان ناصر قويا وكان صحفيه الأول. وحينما قام السادات بانقلاب راسمالي أميركي بقي معه لفترة أصبح من المعيب له البقاء الى جانبه. ولا ندري إن كان السادات هو الذي دفعه للتنحي! فمن كان مع نظام قومي اشتراكي كان يجب على الاقل ان ينأى فورا بنفسه عن نظام رأسمالي قطري وامريكي هذا ان لم نقل كان يجب ان يقف ضده وبالتالي ربما يُعتقل كما حصل مع الفريق الناصري في الحكم. هذا يؤكد ان هيكل كان في النظام وليس شرطا ان يكون معه.
وبعد السادات وقد أصبح هيكل أكبر من صحفي يتابع الرئيس لم يعمل مع النظام الحالي لكنه لم يعمل ضده مع ان هذا النظام ليس نظاما قوميا ولا وحدويا وهو حليف للولايات المتحدة التي لم تكتف بالعدوان على العرب عبر الكيان الصهيوني بل أصبحت قوة احتلال مباشر للوطن العربي.
وهكذا، ظل هيكل مخلصا لمدرسة صحافة الانظمة لدرجة انه يعتبر مجلس الحكم العراقي وهو نظام عميل بما لا يقاس، نظام حكم عادي! ويروج لموقف السيستاني السياسي.
فمن جهة لم يخف رئيس الوزراء العراقي انه عمل مع 16 مخابرات دولة اجنبية معادية لنظام الرئيس صدام حسين. وقد بارك السيستاني هذا النظام الذي بلورته الولايات المتحدة وبرر بالطبع علاقة ما كانت تدعى المعارضة العراقية في الخارج مع امريكا وبريطانيا سابقا وعلاقاتها وهي في الحكم حالياً.
وليس ما يهمنا هنا إن كان هيكل مع نظام الرئيس صدام أم ضده، بل الاهم، وربما المهم الوحيد في هذه الحقبة من الزمن هو: أن الشعب العربي بأغلبيته الساحقة يقف الى جانب المقاومة في العراق بتنوعاتها. فأين يقف هيكل من المقاومة العراقية؟
صحيح انه لم يهاجم المقاومة، ولكنه أيد السيستاني الذي تحالف ولا يزال مع الاميركان وبارك المجلس العميل ويحرض العراقيين الشيعة على استلام الحكم كطائفة!
وهذا يطرح السؤال التالي: لماذا يقف هيكل هذا الموقف في حين ان الطبقات الشعبية في العالم باسره تؤيد المقاومة في العراق بل ويدخل مقاتلون من كل العالم الى العراق طمعا في شرف النضال؟
قد يكون في ما اسلفنا جواباً على هذا السؤال. ولكن ما يهمنا التأكيد عليه للجيل الشاب من العرب وقراء العربية، التنبه الى تسميم الفضاء على يد الفضائيات المسمومة. وليس أخطر من نفث السموم عبر صحفي عريق وقدير مثل هيكل بنى أمجاده على أكتاف عبد الناصر، لكنه لم ينحاز للشعب والوحدة والاشتراكية وللاسف الشديد نراه اليوم لا ينحاز للمقاومة والتحرر!
من موقع حزب البعث العربي الاشتراكي ...القطر السوداني.......
د. عادل سمارة
أولهما: قدرته واسلوبه المحبوك من جهة وعدم حزبيته من جهة ثانية،
وثانيهما: التصاقه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو ما جند له تعاطف الشارع العربي ولا سيما القراء البسطاء.
كان هيكل مع عبد الناصر، لكنه لم يكن ناصرياً. ومن هنا كان هيكل مع السياسة الناصرية ولم يكن اشتراكيا حتى بدرجة اشتراكية عبد الناصر. ومن هنا عدم حزبيته بمعنى الالتزام او الانحياز لصالح موقف عقائدي محدد وبشكل حاسم.
يقول الكثيرون من العرب ان أصول العمل الصحفي عدم انحياز الصحفي وأن هذه هي المدرسة الصحفية الاساسية. ولكن هذا قول هروبي يُجانب الحقيقة. فإذا كانت الصحافة العصرية قد نبتت في الغرب وتعلمنا نحن في العالم الثالث الصحافة من هناك، وهذا صحيح، فالصحافة هناك منحازة لانظمتها وشعوبها والاهم من كل هذا مؤيدة لنهب واحتلال بلداننا. ولعل أوضح الشواهد التهام الصحافة العربية للمقالات الضحلة، ولكن الوقحة، ل توماس فريدمان عن العرب وضد العرب وهي مصدر شهرته.
كتابات هيكل كثيرة واليوم مسلسلات الفضائيات في أحاديثه الشفوية كثيرة. ولا يمكن معالجة كل هذا في عجالة كهذه. لكن ما نود مناقشته مسألة مفتاحية تسمح لنا بوضع الرجل في مكانه الصحيح، وهذا المكان في جانب الحكام وليس الشعب العربي.
في حديث قبل بضعة أيام لقناة الجزيرة وبمشاركة اربعة أشخاص قال هيكل بخصوص العراق، وبطريقته حاول ان يكون لبقاً وكي لا يسمح لأحد بالتقاط هفوته الخطيرة: بأنه فيما يخص العراق يوافق على موقف آية الله علي السيستاني الذي يعتبر الحكومة العراقية المؤقتة امراً قائماً بمعنى الفتوى بالتعاطي معها. وبالطبع اكد موقفه بأنه ضد الاحتلال الاميركي للعراق.
والحقيقة ان هذا الحديث من جانب هيكل يلخص لنا تاريخ هذا الصحفي الكبير في انحيازه بالفطرة والعشق لمن هم في سدة الحكم. كان ناصر قويا وكان صحفيه الأول. وحينما قام السادات بانقلاب راسمالي أميركي بقي معه لفترة أصبح من المعيب له البقاء الى جانبه. ولا ندري إن كان السادات هو الذي دفعه للتنحي! فمن كان مع نظام قومي اشتراكي كان يجب على الاقل ان ينأى فورا بنفسه عن نظام رأسمالي قطري وامريكي هذا ان لم نقل كان يجب ان يقف ضده وبالتالي ربما يُعتقل كما حصل مع الفريق الناصري في الحكم. هذا يؤكد ان هيكل كان في النظام وليس شرطا ان يكون معه.
وبعد السادات وقد أصبح هيكل أكبر من صحفي يتابع الرئيس لم يعمل مع النظام الحالي لكنه لم يعمل ضده مع ان هذا النظام ليس نظاما قوميا ولا وحدويا وهو حليف للولايات المتحدة التي لم تكتف بالعدوان على العرب عبر الكيان الصهيوني بل أصبحت قوة احتلال مباشر للوطن العربي.
وهكذا، ظل هيكل مخلصا لمدرسة صحافة الانظمة لدرجة انه يعتبر مجلس الحكم العراقي وهو نظام عميل بما لا يقاس، نظام حكم عادي! ويروج لموقف السيستاني السياسي.
فمن جهة لم يخف رئيس الوزراء العراقي انه عمل مع 16 مخابرات دولة اجنبية معادية لنظام الرئيس صدام حسين. وقد بارك السيستاني هذا النظام الذي بلورته الولايات المتحدة وبرر بالطبع علاقة ما كانت تدعى المعارضة العراقية في الخارج مع امريكا وبريطانيا سابقا وعلاقاتها وهي في الحكم حالياً.
وليس ما يهمنا هنا إن كان هيكل مع نظام الرئيس صدام أم ضده، بل الاهم، وربما المهم الوحيد في هذه الحقبة من الزمن هو: أن الشعب العربي بأغلبيته الساحقة يقف الى جانب المقاومة في العراق بتنوعاتها. فأين يقف هيكل من المقاومة العراقية؟
صحيح انه لم يهاجم المقاومة، ولكنه أيد السيستاني الذي تحالف ولا يزال مع الاميركان وبارك المجلس العميل ويحرض العراقيين الشيعة على استلام الحكم كطائفة!
وهذا يطرح السؤال التالي: لماذا يقف هيكل هذا الموقف في حين ان الطبقات الشعبية في العالم باسره تؤيد المقاومة في العراق بل ويدخل مقاتلون من كل العالم الى العراق طمعا في شرف النضال؟
قد يكون في ما اسلفنا جواباً على هذا السؤال. ولكن ما يهمنا التأكيد عليه للجيل الشاب من العرب وقراء العربية، التنبه الى تسميم الفضاء على يد الفضائيات المسمومة. وليس أخطر من نفث السموم عبر صحفي عريق وقدير مثل هيكل بنى أمجاده على أكتاف عبد الناصر، لكنه لم ينحاز للشعب والوحدة والاشتراكية وللاسف الشديد نراه اليوم لا ينحاز للمقاومة والتحرر!
من موقع حزب البعث العربي الاشتراكي ...القطر السوداني.......
د. عادل سمارة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى